لا يكفي قول يجب
البيئة في التربية
البيئة بما تقدمه من مثيرات عامل تربوي مهم يؤخذ بعين الاعتبار في ترسيخ أي قيمة ،فتبنى و تجهز لتكون بيئة فاعلة و ليست بيئة مخربة و معطلة.
فيما يتعلق بتربية جيل مسؤول و التوعية كما يقال بمنع زواج الفتيان و الفتيات فلا نرى عروسا أو عريسا تحت سن ثماني عشرة ، و بالحديث عن سن ثماني عشرة لا أعرف على أي أساس أقر بأنه السن القانوني للرشد ، فالواقع يقول من البشر ما يرشد قبل سن الثامنة عشرة و يكون واعيا و من البشر الذي يصل المئة و هو طائش لا مسؤولية في أفعاله .
ليس موضوعنا الآن لماذا السن القانوي ثماني عشرة ، ربما في وقت لاحق نتناول الأمر .لننظر للبيئة فيما يتعلق بالزواج قبل السن القانوني ، هل هي بيئة تيسر الأمر و تكون فاعلة أم أنها أبعد ما تكون عن ترسيخ القيمة و تشجع
العلاقات قبل الثامنة عشرة من خلال الأغاني التي في أغلبها موضوعها علاقات حب، و المسلسلات التي تضج بالشفاه الحمراء و آهات الحب.
الميديا التي أكثر فئة متابعة لها هي الفئة تحت سن العشرين ، كيف حال هذه الميديا ؟! .
هل المقطع الذي كتب عليه +18 فعلا يدخله فقط +18 مع العلم أن المعصية و زنا العين هي نفسها تبقى كذلك قبل الثامنة عشرة و بعدها .
القناة أو الصفحة التي توجه محتواها ل +18 أو محتواها يحتاج وجود الأهل هل فعلا جمهورها كذلك؟! .
الأغنية التي تحكي آهات الحب مع الكليب و اللحن و الغناء الشهواني هل يسمعها +18 فقط؟ ...
أذكر عندما كنت في سن الثالثة عشرة كانت قد صدرت أغنية هيفاء وهبي : أقول أهواك تتكابر ... ، لو تمعنا فيها للأغنية نجد لا قيمة فنية فيها ،صف كلمات مع حركات كليب مائعة شهوانية و فستان قصير فوق الركبة جعل الأغنية تنشهر ، بالنسبة لي كنت أرددها كالببغاء دون تفكير في معنى ما أردد ، متأثرة بالتكرار و اللحن الذي يصيب الإنسان بالخدر و يجعله مردادا ، فإما يقف الإنسان لحظة و يفكر في معنى قوله و يبني قرارا بقيمة ما يقوله أو يستمر التقليد الأعمى.
تحت سن العشرين الإنسان أكثر ما يكون مقلدا و نؤكد على كلمة مقلد ، أن يكون الشخص بعيدا عن التقييم إنما يخوض التجربة، يقبل على التجريب مقلدا ما شاهده . و لدينا حقيقة أكبر فئة من متابعي الميديا هي الفئة تحت سن العشرين.
أمام هذه المعادلة هل صحيح التركيز على الزوايا السوداء في الواقع بحجة أنها موجودة .
هل صحيح إظهار مشاهد وقوف الذكور أمام مدارس الإناث و الغمزات و اللمزات ؟
هل صحيح أن تكون أغنية ناطر بنت المدرسة تردد و يحتفل على ألحانها؟
هل صحيح أن تنبث الصور و التعابير الجنسية من صفحات الويب و الإعلانات في التطبيقات المجانية ؟
....هل صحيح أن المدرسة و هي في أفضل أحوالها كافية للتنظيف و التطهير ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق