إدارة – وقت ضائع و
تكلفة مهدورة
إدارة – وقت ضائع و تكلفة مهدورة
كان المحاضر يذكرها
في كل جلسة تقريباً ، و كأنها جزءاً من كل شيء ، و ربما هذا سبب حفظي لها و بقائها
في ذاكرتي ، و الآن أجدها كثيراً تخطر في بالي و على قدر بساطتها ، إلا أنها تحمل
معنىً عظيم .
إن فكرنا في معناها
تدلنا بطريقة ما على سبيل تطوير ما نريد تطويره ، و الرقي به ، فإن كان المقصود
حذاء ، تكون هي حرفية (الإسكافي يصنع الحذاء ، لكن منتعله يعرف إن كان مناسباً أم
لا) .
و إن كان المقصود
مجالاً آخر كان معناها حاضراً ، فرضاً كان الحديث عن مجال التربية و التعليم ، فإن
معناها يدلنا من نسأل إن أردنا تطويره.
فلو سألنا مثلاً ما أهم
جزئية في التربية و التعليم و التي يبنى كل شيء على أساسها ، نجد الجواب المتعلم
، و لو سألنا من هو في موضع الاتصال
المباشر مع المتعلم ، يكون الجواب المعلم ، و لو تابعنا استفساراتنا ، ما إسهامات
المعلمين و المتعلمين في تحسين القطاع التربوي من خلال آرائهم و مقترحاتهم ، إن
جواب هذا السؤال يدلنا على طبيعة القطاع ، فإن كانت كبيرة، يكون عندها هذا القطاع
متطوراً بطبيعته و يسير قدماً ، أم إن كانت غائبة و معدومة ، يكون عندها القطاع
جامداً ، و هو نفسه منذ زمن بمشاكله و صعوباته .
لو عدنا للمقولة
البسيطة ( الإسكافي يصنع الحذاء ، لكن منتعله يعرف إن كان مناسباً أم لا ) نجد
أنها تخبرنا بوضوح أن صانع الأحذية الحريص على بيع بضاعته و تطوير متجه ، لا بد له من التواصل مع منتعل الحذاء ، أما
أن يبقى في عزلة و لا يدري شيئاً عن مستخدم بضاعته يعرضه لأن تبقى مشاكله معه، في
حين أن غيره من يراعي زبائنه يكون سبقه أكثر و تحسن أكثر.
و حالياً نجد أن
كثيراً من المنتجين يجتهدون في ابتكار طرق للحصول على ردود فعل مستخدمي بضاعتهم ،
و آرائهم ، فكثيرة هي البرامج التي تُظهر لنا رسالة( انضم لنا و شاركنا تجربتك) .
كما نجد ذلك في بعض
المراكز التي تحرص الحصول على تغذية راجعة من روادها من خلال استبيانات رأي و
مقترحات.
العالم لا يبنى صدفة
و الذين يعيشون في عزلة بقوا كما هم على حياة أجدادهم ، بينما الذين تواصلو مع
غيرهم أخذوا منهم و تغيروا و لم يعودوا كأجدادهم.
باختصار إن التغيير
يعني تواصل و الوصول للأفضل يعني التواصل مع المعني بالأمر ، فكيف أعرف أنك تفضل الشاي
الحلو ، و أنه هو ما يناسبك ، إن لم أتواصل معك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق