عندما تريد إشاعة أمر و جعله متاحا للنظر تحاول أن تختار الأجمل ، فإن كنت في نزهة و أحببت مشاركة صور منها تختار الصورة الناجحة التي صورتها في مكان جميل من الأماكن التي مررت بها ، و إن أردت تصوير طفلك احتفالا بنجاحه تهتم بهندامه و تختار اللقطة الناجحة لمشاركتها، كذلك الحال في مشاركة الملبس و غيره... ، في المحصلة تشارك الجميل و تنشره.
لكن في المسلسلات (الدراما) حاليا نجد الأمور تنعكس ، هذا موضوع المقال الحالي
عادة نختار الأجمل لنشاركه لماذا في الدراما نجد الأمر معكوسا
فنجد في الدراما ينبشون في نفايات المجتمع و يصدرونها للمشاركة في قالب يقول لك كل المجتمع منحل و صاحب رذيلة ، فنجد مسلسلا للمجرم و الراقصة و لبذيء الكلام و مدمن المخدرات....
يعني ما من شيء في نفاية المجتمع إلا يكون قابلا أن يتحول لمسلسل ، أما ما يوجد فيه من جميل و يستحق النشر و المشاركة فلا يجذب .
لذلك لا نجد منذ زمن لفت انتباههم نجاح شخص من الأشخاص المعاصرين ليكون بطل حكاية شاهدا على قدرة الإنجاز في أي ظرف.
فرغم المشاكل و الحروب و الصراعات يبقى من هذه الآلام يولد نجاح أشخاص كثر ، على سبيل المثال نجد من هاجر و أبدع في عمله أو دراسته ، و نجد بقي مكانه محافظا على قوته رغم تحديات الغلاء و الزحمات و طابور الدور في كل شيء ، رغم هذا ظل يعطي من كل قلبه في مهنته .
كم جميل لو تصدرت قصص مثل هذه الشاشة لتخبرنا بضرورة المواظبة و عدم اتخاذ الظروف حجة للانجراف و ارتكاب الرذيلة ، خاصة و أن أغلبية المتأثرون بالمسلسلات هم تحت سن العشرون ، سيكون مؤثرا بهم عندما يجدون هذا الناجح الذي يحكى عنه حيا يعاصرهم ، فلا يترسخ في ذهنهم ان أصحاب النجاح نجدهم في التاريخ فقط.
لكن نجد في كل مرة ابتعاد عن الصحيح و تعميم للغلط على أساس هو السائد و هو الدارج مما يزيد الطين بلة و الحال سوءا ، و ما كان يغفله الناس من رذيلة يفطنون به من خلال مشاهد مكررة ، لدرجة أن الرافض للغلط يصبح هو المشكلة!!
تصدير السيء
تعميم الغلط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق