المســــايـرة و الــفروق الــفرديـة
يتدوال كثيراً مصطلح الفروق الفردية في المراجع التربوية و ضرورة
مراعاته ، لكنه أحياناً يصل للمبالغة و التهاون بحجة مراعاة الفروق الفردية ، فنجد
تعدياً على تحقيق الأهداف مراعاة لفروق فردية و هذا غلط .
الفروق الفردية ممكن مراعاتها في تقديم المحتوى من خلال إتاحته بعدة
وسائل و جعله متاحاً و غنياً بما ييسر فهمه لدى مختلف المتعلمين ، فبعد تنفيذ
الحصة الدرسية تتيسر سبل إعادة هذه الحصة متى شاء و بقدر ما يشاء لمن لم تكفيه
المرة الأولى.
لكن تحقيق الهدف لا يمكن إغفاله أو تجاوزه أو منح اعتراف بتحقيقه لمن
لم يستطع تحقيقه.
فمثلاً إذا كان الهدف كتابة التمليذ الجملة التي يمليها المعلم كتابة
صحيحة بزمن لا يزيد عن أقرانه في الصف .
فلا يمكن بحجة مراعاة الفروق الفردية منحه وقتاً إضافياً أو منحه
تلميحاً مساعداً لأن عدم قدرته على تحقيق المطلوب يعني فشله في بلوغ الهدف و
بالتالي بحاجة لمزيد من التدريب و المثابرة ليصل المراد .
ما يغيب عن كثيرين أن الاختبارات الصحيحة الوضع ترجمة لإنجاز جملة
أهداف و ليست فقط أرقام و إحصاءات ، و صاحب الدرجة العالية يفترض أنه درس و فهم
المحتوى بما يؤهله لتحقيق المطلوب في الامتحان ، أما من عجز و كان لديه مشكلة
يحتاج مزيداً من التدريب و تدارك أسباب التقصير ، و لا يمكن التخلي عن متطلب من
متطلبات المادة بحجة الفروق الفردية ( خطي ) و من تصعب عليه متطلبات المادة رغم
تقديم المحتوى بأنسب شكل إما يضاعف جهوده أو يعترف بأن هذه سقف إمكاناته و يتعايش
أو يختار ما يناسبه في مجالات أخرى .
اليوم 24 ساعة و لا يمكن بحجة خطي في حدا مستعجل أن نختصره ساعة
فالمطلوب مضي 24 ليكون يوم و أقل من ذلك لا يكون يوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق