بفتح العين
هذه الحياة الدنيا فيها أناس متعددو الآراء و كل يدعي الصواب ، و هو ليس اختلافا مربكا ، فكل إنسان ذو عقل سليم قادر على التفكير الموضوعي و لا يكابر في الاعتراف بالحق يستطيع بلوغ سبيله .
من هؤلاء الناس من يرى الإسلام هو المنهج الصحيح لحياة الإنسان في دنياه وصولا لآخرة جميلة ، هذا الإسلام الذي طبقه محمد صلى عليه و سلم و من بعده أبو بكر و عمر بن الخطاب و خلفاء غيرهم الذين جعلوا الإسلام شريعة حكمهم و لم يكن مجرد شعارات تقال فقط لاستمالة قلوب الناس و لا لافتات ترفع للفت الانتباه.
و من الناس من يرى الأفضلية في تطبيق اليهودية و من يرى الأفضلية في المسيحية علما يوجد كتابات قالت بوجود تحريف بشر في هاتين الديانتين أمثال جان جاك روسو الذي قال بوجود تحريف في الإنجيل يعكس غايات البشر الذين حرفوه ، و لست على اطلاع لأسرد النقض و التفصيل للتحريف فيهما ، لكن باعتبار أن الديانات رسالات أتت من الله سبحانه و تعالى فمن المستحيل التناقض في أوامرها و يجب أن تجتمع على توحيد الخالق ، فالله المتصف بالكمال و الذي ليس كمثله شيء لن ينزل تعاليم تتضارب مع بعضها ، لذلك إن كانتا صحيحتان يجدر أن يوجد فيهما توافق مع القرآن لا تخالف ، لماذا القرآن ؟ لأنه الكتاب الذي تعهد الله بحفظه من التحريف ، و تبقى هذه المعجزة تسير مع القرآن بأنه لن يحرف و لن يستطيع بشر تحريفه فالله يحفظ هذا الكتاب.
و من الناس يرى الإلحاد هو الصح فلا يجب أن يظهر أثر للدين على الناس ، و أن يكرس مظهر حياة يغيب فيه ذكر خالق ، حتى أنهم يضايقهم ذكر أحدهم لإله ، و بعد نكران الإله تجدهم يندرجون في كثير من الأمور باعتبار لا يوجد إله ، مثلا لماذا تلتزم بالصدق إن كان لا يوجد محاسب عندما تموت ، و غيرها من الأمور التي تطرح انحلال الأخلاق الصحيحة لتهيئة بيئة بشرية أخلاقها أدنى من حيوانات البرية و لا يوجد ما تشبه به من دناءتها.
و من الناس من يجد فيما يسمى العلمانية بفتح العين التعاليم الصحيحة التي يجب تعميمها ، و يقولون هي الوعاء الذي يستوعب كل الآراء و يرضي الجميع و الكلمة المعممة فيها ( فصل الدين عن الدولة ) فلا توجد مظاهر دين في تسيير الدولة و شؤونها . و لا أعلم كيف وجدوا فيها إنصافا للجميع مع أنها تكرس بوضوح منهج الفئة التي تكره الدين و تكره ذكر خالق و تنفي و تضطهد في المقابل الناس الموحدة لله و الناس التي تؤمن بأشكال مختلفة لله ، و هي أقرب ما تكون صديقة الملحدين فأصلها اللغوي يرجع لللادينية أو الدنيوية ، أي أنها منحازة لرأي و ليس العمامة التي تضم الجميع فكيف يصفونها بالعدل و الحل المثالي! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق