مدونة سورية - مدونة التربويين

موقع khabbazz.blogspot.com مدونة سورية تم إنشاؤها لنشر محتوى تربوي لكل مهتم بالأمور التربوية التعليمية و مستحدثاتها التقنية التكنولوجية . في هذه المدونة نحاول نشر مقالات تربوية عن طرائق التدريس و تحضير الدروس و الأمور متعلقة بالمنهاج السورية و البحوث التربوية إضافة لتكنولوجيا التعليم .

29‏/5‏/2020

البنات المؤنسات الغاليات

  زهراء خبّاز       29‏/5‏/2020

البنات المؤنسات الغاليات

إلى البنات المؤنسات الغاليات

إلى هؤلاء البنات اللواتي حققن الوصف في أن يكن الأنس لأهلهن و رغم ذلك لم يستوصى بهن ، و يتردد لمسامعها ذم جنسها من محيطها و أهلها حتى ، من هذه الأقوال :هم البنات للممات ، قبر المرأة زوجها ، البنت كالحية تحتاج إلى كسر الرأس ، البنت كالزيتون تحلى بالعس... و غيرها من الأقوال المهينة التي تكسر أي قلب حي ، حتى ربما يقال على الله ما لم يقل فتسمعين حججا لتدني جنسك مثل أن الله فضل الذكور على الإناث متجاهلين أنه تمميز في التكوين لتأدية دوره ، لا تفضيل رتبة أعلى و أدنى ، فالبشر سواسية عند الله و أكرمهم عنده أتقاهم . مثلا الآية(( ليس الذكر كالأنثى )) فهي تأتي لأن أم مريم نذرت حملها لمهام لا تصلح لها الأنثى ، فمن المهام ما هو أصلح للأنثى و منها ما هو أصلح للذكر ، اختلافا قائما على أساس اختلاف طبيعة التكوين ، و من الصلاح و تحقيقا للتوازن أن تكون المهام مقابلة له .
قد تسألين لم التفضيل و أغلب الذي يحصل جدلا ، فالمدخن يظل يدافع عن فعلته مهما بلغ وعيه فتجدين طبيبا ينهي عملية احتشاء أوعية ثم يخرج ليدخن .
ماذا تفعلين تجاه هذا الظلم ؟
ربما يلوح في ذهنك تذكير نفسك و مجاراة الذكر في الفعل منجرة وراء الكثير من العبارات البراقة مثل المساواة بين الرجل و المرأة ،ثم تجدين أن لا شيء تغير و نفس القول يتردد و كل ما تحقق مزيدا من المشاكل لأنك واجهت المشكلة بمشكلة من حيث لا تدري .
المجتمع في غفلة عما يفعل فلو كان في صحوة لحقق التوازن بدلا من كسره ، و سيكون رائعا لو كنت مساهمة في صحوته و كسرت دائرة التمييز هذه ، كأن مثلا تحققي التوازن في عملك فلا تمييز عأساس الجنس بين تلاميذك و لا مراجعينك في وظيفتك و لا تقبل الزواج بمن يريد مواليد ذكور فقط ، و لا قذفا في الكلام على أساس الجنس مثل كل الرجال كذا ... ، للأسف غالبا تجود المجالس إما بذم جنس الرجال أو ذم النساء ، ردا للإساء بإساءة ، و كل ما ينتجه ذلك حبا في التسلط ، فالأنثى إن استطاعت التسلط ما قصرت و كذلك الرجل ، قد تشوهت هوية البيت فإما نساء مسترجلات أو رجالا متسلطون لا يعطون نساءهن حقهن في حسن العشرة حتى ندر أن نجد بيتا يجود بالحوار و عدم التسلط .
لا تحقر من ابنتك ، لا تحقرين من ابنتك ، هي لم تختار جنسها ، امنحها انت أباها و امنحيها أنت أمها من الحب ما تحتاج و انتبها يا والداها لقولكما في حق الإناث في حضورها ، و اعدلا في عطاياكم لأبنائكم فالعطايا ليست ميراثا لتوزع بطريقة للذكر مثل حظ الأنثيين ، ثم لا تجتهدا في حرمانهن من الميراث ، لتسهما في تكوين هوية إنسانة كاملة غير ناقصة ، لألا تورث النقص . التمييز يخلق الكثير من التشوهات في شخصية الطفلة فإما أن يكون سببا في كسرها و حزنها ، أو تمردها ، و نادرا ما تتجاوزه بسلام ، كما له آثاره في شخصية الطفل و قد ينتج رجلا متمردا لا عدل و لا رحمة في ميزانه.
عندما قال الرسول صلى الله عليه و سلم استوصوا بالنساء خيرا ، وصيته هذه إفادتها ليست فقط في حق النساء إنما في حق المجتمع كله فهؤلاء النساء هم أمهاته ، بتشويهها تشوه المجتمع و تكسر التوازن الذي يسعى الإسلام لتحقيقه دائما من خلال تعاليمه التي تجود بالعدل و الإنصاف.
logoblog

Thanks for reading البنات المؤنسات الغاليات

Previous
« Prev Post

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق