مدونة سورية - مدونة التربويين

موقع khabbazz.blogspot.com مدونة سورية تم إنشاؤها لنشر محتوى تربوي لكل مهتم بالأمور التربوية التعليمية و مستحدثاتها التقنية التكنولوجية . في هذه المدونة نحاول نشر مقالات تربوية عن طرائق التدريس و تحضير الدروس و الأمور متعلقة بالمنهاج السورية و البحوث التربوية إضافة لتكنولوجيا التعليم .

29‏/4‏/2020

صدرٌ رحب أم عشوائيّة ترحيب

  زهراء خبّاز       29‏/4‏/2020
صدرٌ رحب أم عشوائيّة ترحيب

 صدرٌ رحب أم عشوائيّة ترحيب

مدارس تذخر بالتلاميذ و أخرى يقل فيها التلاميذ علماً أنهما لنفس المرحلة و بنفس المنهاج ، و أيضاً كليات يتضاعف فيها عدد الطلبة و أخرى يتناقص و كلها كليات تقدم شهادات جامعية ، و يرافق ذلك اختلافاَ في التقدير الاجتماعي تبعاً لاسم المدرسة و اسم الكلية مبنيّاً على سمعة اكتسبتها هذه الأماكن ، و لو بحثنا في هذه السمعة نجد أنها نتيجة لمعايير الجودة المتوفرة في كل مكان منها ، و عادة التقدير الاجتماعي للمكان يرتفع مع ارتفاع سقف المعايير .

فمدرسة للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي ترحب بكل من يأتي لها مجاناً ، فقط بتحقيقه سلامة جسدية و عمراً مناسباً لدخولها ، و يبقى فيها حتى لو بدر منه سباباً لزملائه أو ضرباً مبرحاً لهم أو عدم احترام ضوابط الصف و المدرسة ، و كل ما يمكن أن يأتيه من سوء تصرفه هذا تأنيب طفيف قد يرفق لأهله و قد لا يرفق ، حتى أن علامة السلوك تبقى لديه في الجلاء كاملة و تبقى بطاقته المدرسية نظيفة من أي تسجيل لسوء تصرفه ، كما أن المعلمين الذين يبدر منهم استهتاراً في العمل أو عدم معرفة في العمل التربويّ أو سلوكاً غير ملائم كالتدخين أو التعنيف اللفظي ، لا يتغير فيهم شيئاً و يبقون في مكانهم على رأس عملهم رغم كل المناشدات و الشكاوي، كنيتجة لكل ذلك سمعتها و تقديرها الاجتماعي يتدنى .

بينما مدرسة ثانية أيضاً للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي تشترط دفع مال و تحقيق سلامة الجسد و العمر المناسب و وجود مكان متاح (فالأعداد محدودة) لقبول المتقدمين لها ، و إن بدر من التلميذ سوء تصرف أو عدم احترام لضوابط الصف و المدرسة ، فإنها قد لا تكتفي بتأنيبه و تقوم بإخراجه منها ، كما أنها تتابع أداء المعلمين و لا تتسامح في حال استهتارهم و تثمن المنجز منهم . كنتيجة يرتفع تقديرها الاجتماعي و سمعتها .

و نفس الأمر ينطبق في الكليات ، فما جعل كلية ترتفع سمعتها بينما تتدنى أخرى هو معايير الجودة التي تطبقها ، فلو التزمت الكليات معايير جودة في قبول المتقدمين بما يتناسب معها ، لما كنا لاحظنا تدني في تقدير اختصاص و لا تدني في تقدير الشهادة الجامعية عموما .

فلو كلية التربية مثلاً اشترطت لقبول المتقدمين في قسم تربية الطفل صفات شخصية إضافة إلى تحقيق مجموع محدد ، كعدم التدخين و سيرة تثبت الالتزام الأخلاقي لفظاً و سلوكاً  ، و لغة عربية سليمة كتابة و خطاً و لفظاً .  لحصدت طلاباً أفضل . ثم لو تابعت في رفع سقف المطلوب منهم خلال دراستهم ستحصد خريجين أفضل . 

ربما يقول أحدهم هكذا لن يحصل الجميع على التعليم ، نُجيبه : نعم ، صحيح ، التعليم ليس للجميع إنما لمن يعمل لأجله ، كما الفرصة في دخول مجتمع لا تكون للجميع إنما لمن يحترمه و يعمل لأجله .
logoblog

Thanks for reading صدرٌ رحب أم عشوائيّة ترحيب

Previous
« Prev Post

هناك تعليق واحد:

  1. معايير الجودة في التحصيل الإتقان( المهارات)
    معايير الجودة في التعليم (الاخلاق)

    ردحذف