تربية تكنولوجيا المعلومات
امتلاك الطفل هاتفا من هواتف المحمول الذكية و التي تجاوزت وظيفة الاتصال لتصبح دفترا و ملعبا و تلفزيونا و كاميرة و مسجلا و نافذة دون قيود بفضل اتصالها بالانترنت ، كل ذلك يجعل صاحبها يتخطى عتبة الطفولة .
فإن كنت حريصا على ألا يقفز طفلك من عتبة طفولته إلى جسد صغير بأفكار كبيرة و نتيجة لذلك لا يعد ينتمي لعالم الطفولة بفكره و لا للكبار بسبب صغر حجمه ، و يصبح شخصية مشوهة ، إذا كنت تريد تخطي كل ذلك ، لا تمنحه هاتفا محمولا شخصيا و لا أي جهاز شخصي يتيح ميزة الاتصال بالانترنت.
امنحه ميزة الاستخدام و أنت برفقته . ساعد طفلك في أن يعيش عمره ، القفزات الكبيرة من الطفولة لعالم الكبار دون تمهيد سيتعبك و يتعبه ، جميلة مسابقة الزمن في اكتساب المعرفة أما مسابقة الزمن في وضع الطفل وسط غابة معرضا للخطر من كل مكان تصرفا غير صحيح ، و قد تؤدي لترسيخ أخلاقيات خاطئة كاكتساب قلة الحياء و قلة التهذيب أو اكتساب العنف و عدم الطاعة و التمرد على من هم أكبر سنا حتى والديه ، أو تعلم عدم الالتزام في شيء و عدم المسؤولية و هدر الوقت سدى ، ذلك لأن الأجهزة المتصلة بالانترنت تجعل الطفل يسهل وصوله لأي شيء دون قيود .
إما أن تكون معه أو لا تتيح استخدامه بمفرده . و إن رأيت مراقبة و متابعة طفلك عملا شاقا و متعبا و لا ترغب به ، جوابنا : عذرا منك أنت لست بولي أمر و لا تستحق طفلك .
أطفالنا أمانة و سنحاسب عليها. و اعلم أن الطفولة تمتد حتى سن الثمانية عشرة ، و هذا عمر وسطي لكن من الأشخاص من ينضج و يصبح مسؤولا في سن خمسة عشر عاما و من الأشخاص من ينضج و يصبح مسؤولا في سن الثالثة و العشرين عاما .
و مهما تأرجح سن النضج ، ابنك يحتاج جل اهتمامك حتى سن الخمسة عشر عاما ، بعد ذلك إن التمست نضجا و مسؤولية في تصرفاته ابدأ بفسح المجال لشخصيته.
و أخيرا لا تعتقد أن الشارع خيارا أسهل و أنسب من العالم الموصول بالانترنت ، لأن الشارع أيضا بيئة مفتوحة و لا حواجز و لا ضوابط لسلوكياتها . تابع ابنك إن كنت تهتم بمصلحته لا تخنقه بالقيد و لا تتركه على هواه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق