هل التربية الإسلامية عنيفة؟!
الجواب قطعا لا ، فالتربية الإسلامية قائمة على التلطف في القول و الفعل ، فعلى سبيل المثال نجد حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: «ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ و لا باللَّعَّانِ و لا بالفاحشِ و لا بالبذيءِ» و هذا الحديث هو بمثابة توجيه تربوي من الرسول صلى الله عليه و سلم بأن ليس من صفات المؤمن القول البذيء و الفاحش .
و نجد أيضا حديثه صلى الله عليه و سلم: <<الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ>>
و هذا الحديث أيضا بمثابة توجيه تربوي في أن المسلم لا يتعدى قولا و لا فعلا على الناس .
و لدينا أيضا الحديث ؛ قال النبي صلى الله عليه و سلم : <<يا معشر من أسلم بلسانه و لم يدخل الإيمان في قلبه: لا تؤذوا المسلمين و لا تعيروهم و لا تطلبوا عثراتهم ، فإن من يطلب عورة المسلم يطلب الله عورته ، و من يطلب الله عورته يفضحه و لو في جوف بيته>>. و في هذا الحديث أيضا توجيها تربويا بالابتعاد عن تعيير الناس بذنوبهم .
و لدينا الآية بسم الله الرحمن الرحيم<< يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَ لَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَ لَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَ لَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَ مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ >> و فيها توجيها تربويا بالابتعاد عن سلوك السخرية و الاستهزاء فلا يحلّ لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره ، و لا لذنب ركبه ، و لا لغير ذلك. كما توجه للابتعاد عن التداعي بالألقاب أي لا تقل لأخيك المسلم: ذاك فاسق ، ذاك منافق .
و أيضا هذه الآية: <<وَ لَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ>> و في هذه الآية توجيها تربويا بالابتعاد عن الغيبة أي ذكر أحدهم بما يكره في غيابه .
و الآية: <<وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ>> فيها توجيها تربويا بالإحسان .
و غيرها من أحاديث الرسول الله صلى عليه و سلم و الآيات التي توجه لحسن القول و الفعل ، و إن ذكر الضرب في بعض التوجيهات ، قد قيده بشروط مثل :
🔰ألا يشق جلدا ، و لا ينهر دما ، و لا يكسر عظما ، فلا يكون شديدا قاتلا ، و لا ضعيفا لا يردع ؛ لأن المقصود استصلاح المؤدَّب لا قتله.
🔰أن يجتنب المواضع التي لا يجوز أن يمسها ، فلا يضرب الوجه و الرأس ، و سائر المواضع القاتلة و الخطرة.
🔰 أن يكون الضرب متفرقًا على بدن المضروب ، فلا يجمع الضرب في موضع واحد ، و يترك المواضع الأخرى ، و يكثر منه في مواضع اللحم ؛ لأن جمع الضرب في عضو واحد قد يتسبب في تلف المؤدَّب أو تلف العضو الذي اجتمع عليه الضرب.
🔰أن يتيقن المؤدِّب أو يغلب على ظنِّه تحقيق النفع بالضرب و إلا فلا يجوز ؛ لأنه يكون حينئذٍ عقوبة بلا فائدة ؛ لأن الضرب وسيلة إلى الإصلاح. و الوسيلة لا تشرع عند غلبة الظن بعدم ترتب المقصود عليها.
و غيرها من شروط الضرب في الرابط هنا
و إن سأل أحدهم لماذا لا نجد هذه الصفات في مسلمين؟ ، الإجابة للأسف ليس كل المسلمون ملتزمون بمنهجهم التربوي الإسلامي فمنهم من ابتعد عنه و هجره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق