أخلاق المال
صاحبك
المال!
إن
قلنا صاحب مال يعني لديه مالاً و هو سيد هذا المال ، و إن قلنا صاحبه المال يعني
المال سيده و موجهه ، و قرارته مبنية على أساسه ، لا يهمه صديق و لا قريب و لا دين
، المهم جمع المال ، و هذا المبدأ(صاحبي المال) وقت يتفشى يأتي بجملة من المخاطر ،
فلا الله يردع و لا الإنسانية تردع ، و يصير المشهد إجرامياً فيه الكثير من
الدموية و انعدام الرحمة . المؤسف في ذلك غياب المحاسبة ، لأنه ينتج المزيد من عبيد
المال ، و المؤسف أيضاً تصنيف عبيد المال ، من المرموقين، عند وصولهم لمرحلة كبيرة
من الثروة، و أنهم أبطال عصرهم ، و التحدي الكبير يكون عندما يصبح المسؤول عن
إحقاق الحق من الذين صاحبهم جيبهم ، حينها يكون ضاع الحق و صار يشترى بالمال ، و
بذلك يفسح المجال للمزيد من عبيد المال .
أيّاً كانت التسمية المطلقة (صاحبه جيبه
، صاحبه المال ، دينه المال ، عبداً للمال ) كلها تشير إلى أناس تركوا كل منبع
أخلاق كريمة منعشة للحياة و التزموا أخلاقاً حقيرة مدمرة للحياة ،هي أخلاق المال.
و لا تحتاج الكثير من المقاييس و المساطر لتتأكد من نوع واقعك إن كان محكوما
بأخلاق المال أو أخلاق الإنسان ، لأنه ببساطة الواقع يصرخ في وجهنا بما فيه من
مشاكل تحبطنا و جمال يحيينا ، فعندما تجد الحق لا يحق و محصور في جيب الذي يدفع ،
إذاً أنت في واقع علا فيه المال و دُعِس الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق