لو يتمدد
ربما الشكوى كثيرة من قصر اليوم و سرعة الوقت و سرعة نفاذه ، النهار قصير ،رغم أن كلمة 24 ساعة توحي بشيء من الكثرة ، ماذا لو تمدد وقت يومنا و صار اليوم الواحد كمساحة 10 أيام ،و قفزنا من يوم يساوي 24 ساعة ليوم ب 240 ساعة ، فهل تنخفض شكوى قصر اليوم و سرعة الوقت و سرعة نفاذه ، و ينتشر الشكر و الرضا؟ ، طبعا لا ، الإنسان يثبت دائما كلما أعطي و منح طلب المزيد و ما اكتفى ، و في قصة آدم و حواء شاهد من ذلك ، فرغم كل ما لديهم من نعيم الجنة رغبا في الشجرة المحرمة ، و إن كان هذا الشاهد لا يقنعك ، لنقترب أكثر منك، و تذكر شيئا منحت لقضائه و إنهائه شهرا ، فبقيت تماطل و تماطل حتى اقتربت المدة للانتهاء ، و استنفرت و صرت تتذمر من ضيق الوقت رغم أنه لم يكن ضيقا ، فقد منحت يوما بطول شهر للإنجاز و أنت صرت تضيق على نفسك المدة و تختصرها بتأجيلك للعمل ، و ذلك ببساطة بسبب قلة وعيك ، فكلما ازداد وعينا أدركنا قيمة ما لدينا الآن من الوقت و ما راهنا على وقت بعيد لا نعرف كيف تكون ظروفه و أقداره، لأنها ببساطة ليست بأيدينا ، الفرق بين من ينجز و لا ينجز، أن أحدهم عرف قيمة ما لديه الآن و اشتغل بالقريب الذي يملكه و بين يديه، و لم يعلق عيناه بالبعيد المجهول الذي لا يعرف عنه شيء ، هو أكثر وعيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق