الانضباط الصفي - التعامل مع (الثرثرة الجانبية ، التلميذ غير المتجاوب و المجادل ، التلميذ كثير الحركة ، التلميذ العنيف)
قمت بطرح
سؤال على زملائي المعلمين عن طريقة تعاملهم مع أربعة أنماط من السلوكات الغير
منضبطة و هي (الثرثرة الجانبية ، التلميذ المجادل و غير المتجاوب ، التلميذ العنيف
، التلميذ كثير الحركة) بناء على خبرتهم في العمل الصفي . و الهدف من ذلك إفادة
المهتمين بمسألة الحفاظ على الانضباط الصفي و المعلمين الجدد .و قد ذكرت آراءهم
تحت اسم كل منهم ، علماً أن من الإجابات ما ابتعد قليلاً عن السؤال ، لكن أبقيت
عليها للإفادة.
آ.ندين
الحمود –كانت معلمة في مدرسة بدر الدين
الحامد
الحل
الأمثل فيما يتعلق بالانضباط عموماً أن تشترك معلمتان أو ثلاثة في الصف ، و بذلك
يمكن تحقيق الانضباط.
آ.ميادة
عبد العزيز-كانت معلمة في مدرسة بدر الدين الحامد
فيما يخص
الانضباط ، الأمر سهل ، فقط يحتاج لمعلم حليم و هادئ ، فمثلاً عند الدخول للصف
يجدر بالمعلم إغلاق الباب و الانتظار قليلاً ريثما التلاميذ يتوضعون في مقاعدهم و
يهدؤوا ، و من المهم ألا يصرخ المعلم و لا يستعمل عصا ليضرب بها المقعد ، و عدم
التلفظ بكلام جارح مع التلاميذ ، صحيح أن من التلاميذ من سلوكه لا يحتمل و يشاغب
في الحصة ، لكن هدوء المعلم و صبره كفيل بالسيطرة عليهم و كبحهم.
و من
المهم تواجد المحبة من قبل المعلم لتلاميذه و هذا كفيل بأن يحبه تلاميذه ، و بتحقق
ذلك سيجد المعلم تدريجياً أن تصرفات التلاميذ الغير منضبطة تقل .
و توجد
طرق كثيرة تساعد في تقبل التلاميذ لمعلمهم ، و يعتمد ذلك على ملاحظة المعلم لنفسية
تلاميذه و التقرب منهم بطريقة مناسبة ، حتى لو كلفه ذلك حصة أو حصتين في بداية
العام الدراسي،
و إن كان
المعلم معلم صف ، يستطيع بسهولة معرفة كينونة تلاميذه و التقرب منهم .
المهم أن ينظر المعلم لتلاميذه كأبنائه ، و هذا
كفيل بضبط الصف .
آ.هيفاء
شاتيلا –معلمة في مدرسة بدر الدين الحامد
أفضل
أسلوب التعامل بالحسنى و عدم التمييز بين التلاميذ و الدردشة مع التلاميذ قليلاً و
الاهتمام بالغائب و السؤال عنه (أي عندما يعود بعد غيابه نسأله بود عن سبب تغيبه)
، و عدم استصغارهم و احترامهم .
أ.محمد
همام تلاوي –معلم في مدرسة بدر الدين الحامد
من خلال
تجربتي المتواضعة ،و التي مر علي فيها هذه الأصناف الأربعة ، تعاملي معهم كالآتي:
أولاً : الثرثرة
الجانبية:
أسأل
التلميذين عن السبب و أطلب عدم التكرار ، و في حال التكرار أغير توضع التلميذين و
أحاول التركيز على سؤالهما على الدوام عن أفكار الدرس ، أي وضعهما تحت التأهب دوماً
، مما يؤدي إلى الانتباه و عدم الثرثرة الجانبية .
ثانياً: التلميذ المجادل و غير المتجاوب:
في حال
ملاحظتي إلى شرود التلميذ و عدم استجابته لأسئلتي أكثر من مرة ، أكلمه خارج الصف
فيما إذا كان لديه مشاكل خارج الصف أو في البيت ، و أحلها بالتعاون مع الإدارة و الأهل
و أحثه على التركيز و الانتباه و المشاركة في الدرس ، و أشجعه . هنا الأستاذ
تحدث عن عدم الإجابة على أسئلة المعلم بسبب الشرود
ثالثاً:التلميذ العنيف :
أحاول أن أكسبه محبتي ، و أشعره بأنني أحب الرجوله ،لكني
أكره العنف في التعامل ، و أعطيه مهام إضافيه عن رفاقه تلهيه عن عنفه و تكسبه محبه
الآخرين كي يخجل من أفعاله السيئة و يقلع عنها تدريجياً بالتعاون مع الجهاز الإداري
، و تحفيزه له و أضع الأهل في صورة ما أقوم به .
رابعاً:التلميذ كثير الحركة:
أحاول أن أفرغ
بعضاً من طاقته الحركية من خلال تكليفه بمهام ، مثل :مسح السبورة ،تمثيل بعض
الحوارات في التواصل الشفوي ، تنفيذ بعض الألعاب الحركية و التجارب ، و في حال
استمرار الحركة الكثيرة و التنقل بين المقاعد ألجأ إلى مدرس الرياضه كي يفرغ لديه
بعضاً من طاقته الحركية في التمارين و المسابقات.
آ.رهف
زكار –معلمة في مدرسة هيثم عصاية
أولاً: التلميذ المجادل و غير المتجاوب:
التحدث
معه و سؤاله عن غايته و سؤال رفاقه عن رأيهم في حديثه و بذلك يستمع لرأي رفاقه.
ثانياً:التلميذ كثير الحركة:
إعطائه
مهام لإشغاله فيها و توجيه حركته لهذه المهام .
ثالثاً:التلميذ العنيف :
علينا فهم
سلوكه و الوصول لسبب عنفه ، فلا بد من سبب لتصرفاته العنيفة ، إما يكون يتعرض لعنف
أسري ، أو لديه كبت بداخله ، و في المدرسة صعب الوصول لذلك ، و أعتقد يتوجب علينا
الاهتمام به أكثر من أقرانه في الصف .
آ.زهراء
خباز –معلمة في مدرسة محدثة عبد المعين قطرميز
عموماً
فيما يخص ضبط الصف، وجدت أنني عندما أتعامل مع التلاميذ بأسلوب المربي أكون غالباً
أقرب لضبطهم ، و عندما أتعامل معهم بأسلوب الأمر العسكري (الأمر و الطاعة) أكون
أقرب للفشل في ضبطهم . كما يجب أن يتسم المعلم بالهدوء و الحلم فالتربوي العصبي
سيعاني و يعاني منه السلك التربوي. و فيما يتعلق بالسلوكات الأربعة فحسب تجربتي
رأيي الآتي:
أولاً: الثرثرة الجانبية:
لإيقاف
كلام التلاميذ الجانبي ، يفضل أن يطلب المعلم من التلاميذ عموماً التوقف عن الكلام
قائلاً (تلاميذ لو سمحتم أوقفوا الكلام) و عدم توجيه التنبيه للتلميذ بعينه لأنه
غالباً سنخوض في إشكالية لست أنا من يتحدث...، و في حال تكرار السلوك يعيد المعلم
الطلب ، و في حال استمرار السلوك ، على
المعلم الاقتراب منه و الاستفسار عن حديثه و فيما هو مشغول ، و في حال عودة ظهور
السلوك ، غالباً نكون هنا أمام حالة التلميذ الغير المتجاوب و المجادل ، الذي
سيصرخ عند تنبيه المعلم له قائلاً(يوجد غيري يتحدث ، لست الوحيد ...)
ثانياً: التلميذ المجادل و غير المتجاوب:
هذا
التلميذ الذي يجادل و كأنه يريد تضييع الوقت و اختراع مشكلة مع الأستاذ ، ليس
جيداً الخوض معه ، إنما الأفضل إرساله إلى الإدراة أو مسؤول الانضباط لينال
تنبيهاً هناك، و في حال تكرار سلوكه في حصة ثانية ، يجدر الاتصال بالأهل ، و في
حال تكرار السلوك ، أعتقد أننا أمام تلميذ بحاجة إلى تعديل سلوك و يجدر أن ينقطع
عن الدوام لحين التخلص من سلوكه الغير منضبط ، أما و في حال غياب ذلك و بقاء هذا
التلميذ المجادل في الصف ، فسيخلق ذلك توتراً يعيشه المعلم و الصف في كل درس ، و
ربما يتفاقم هذا التوتر و نجد أنفسنا أمام الميل إلى نقل التلميذ من المدرسة.
ثالثاً:التلميذ كثير الحركة:
هذا
التلميذ طالما المعلم لا يغادر صفه مشغولاً مع تلاميذه ، لا يظهر منه الكثير من
الضرر ، لكن في حال انشغال المعلم عن الصف أو في حال تواجد هذا التلميذ خارج الصف
، نجده يميل إلى الركض و القفز ، و بذلك قد يلحق الأذى بنفسه و بغيره من التلاميذ
و المعلمين ، لأن ركض التلميذ في الممر بين الصفوف أو أنثاء الاستراحة في الباحة ،
يجعله يرتطم بالمعلم و بالتلاميذ ، لذلك يجدر امتصاص نشاطه بإلحاقه بلعبة حركية في
ناد رياضي ليستنفذ طاقته هناك ، و في حال غياب ذلك سنجد شكوى و أذى يتكرر من
حركاته. مثلاً البارحة في المدرسة ارتطمت بي تلميذة و هي تركض في الممر ، و أنا
بالأصل كان معصم يدي يؤلمني ، و أحمد الله أني كنت ثابتة بوقفتي و إلا كنت صرت
أرضاً ، فقد صدمتني بقوة ، و الملفت أنها لم تتوقف و لم تعتذر ، كما أنني أذكر
إحدى المرات أن تلميذاً في الثانية عشر من عمره أوقع معلمة في الأرض عند ارتطامه
بها أثناء ركضه في الممر ، و أيضاً لم يتوقف ليعتذر ، بل جرى راكضاً أسرع من قبل.
ثالثاً:التلميذ العنيف :
هذا
التلميذ ستكثر الشكوى عليه من زملائه ، يستطيع المعلم كسب وده ، لكن تعامله مع
زملائه يبقى عنيفاً ، سواء كان تعنيفاً لفظياً أو جسدياً ، هو غالباً تلميذاً تلقى
كثيراً من العنف في بيئته لفرض أمر عليه ، لذلك اتخذه أسلوباً لفرض نفسه ، و قد
يكون تلميذاً متعطشاً للعنف بطبيعته و ميالاً لمشاهدته و تنفيذه ، و المعلم و غيره
لا يملك عصاً سحرياً لتخليصه من سلوكه هذا ، هو أمر يحتاج إلى خطة و مثابرة ، قد
يكون انتساب التلميذ لناد قتالي حلاً نافعاً و كفيلاً بعدم ظهور عنف من قبله تجاه
الآخرين ، و ربما نحتاج إلى تغييب التلميذ عن المدرسة ليخضع لخطة تعديل سلوك حتى
يتم كبح عنفه و السيطرة عليه ، و في حال عدم توافر ذلك ، غالباً سنشهد حادثة عنف
استثنائية بينه و بين زملائه أو ربما معلمه ، كأن يضرب التلميذ معلمه ، و هو نشهده
في بعض المدارس للأسف ، و أذكر أن أستاذاً في الثانوية الصناعية حكى عن حادثة ضرب
تلميذ لمعلمه ، و عادة في مثل هذه الحالة يتخذ قرار بفصل التلميذ من المدرسة ، و
هو من وجهة نظري ليس حلاً للمعلم الذي أهينت كرامته و لا للتلميذ العنيف.
نتمنى أن
يكون المحتوى قد أفادكم ، و أشكر المعلمين في محافظة حماه الذين تعاونوا معي.
----مقطع في يوتيوب عن الانضباط الصفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق