مدونة سورية - مدونة التربويين

موقع khabbazz.blogspot.com مدونة سورية تم إنشاؤها لنشر محتوى تربوي لكل مهتم بالأمور التربوية التعليمية و مستحدثاتها التقنية التكنولوجية . في هذه المدونة نحاول نشر مقالات تربوية عن طرائق التدريس و تحضير الدروس و الأمور متعلقة بالمنهاج السورية و البحوث التربوية إضافة لتكنولوجيا التعليم .

19‏/8‏/2022

طريقة الإلقاء ( المحاضرة)

  زهراء خبّاز       19‏/8‏/2022

 طريقة الإلقاء ( المحاضرة)

تتعدد التسميات لطريقة الإلقاء ، منهم يسميها المحاضرة و منهم يسميها الإلقاء ، و قد يصنفها البعض ضمن ثلاث تصنيفات ( الإلقاء ، المحاضرة ، الشرح) ، و من ناحية التنفيذ تبقى نفسها ، المدرس و المعلم يسرد المعلومات للمتعلمين ، كلما كان هذا المعلم متمكن مما يقدم ، قادراً على توصيف المعلومات و سردها بسلاسة ، كان تقديمه أقوى .

تعريف الإلقاء

الإلقاء لغوياً يعني " إِلْقاءُ مُحَاضَرَةٍ : إعْطَاؤُهُا، أَي الحَدِيثُ فِي مَوْضُوعٍ أَمَامَ جَمْهُورٍ" هذا الوصف اللغوي يعطينا تعريفاً لطريقة الإلقاء ، التي تنفذ أمام مجموعة أو جمهور من المتعلمين بقصد تحقيق الأهداف التعليمية ، و كلما كان هذا الإلقاء محضراً له و مخططاً ( ليس ارتجالياً) زادت فعاليته.

طريقة الإلقاء (المحاضرة)

تنفيذ طريقة الإلقاء

نجد طريقة الإلقاء ربما أكثر طريقة تطبق في التعليم على اختلاف مراحله ، بدءاً من الحلقة الأولى إلى التعليم العالي ، لماذا؟ لسهولة تنفيذها و وساعة مستهدفيها، فأنت كمقدم للمعلومات ، يكفي أن تقرأها و تحضرها ثم تلتقي بالمتعلمين مهما كان عددهم و تسردها ، تبدو بسيطة ، حتى أن البعض يبسطوها أكثر بأن يُحضروا الكتاب أو الدفتر و يقرؤوا منه ، و هذا أسوأ شكل لتنفيذها ، بأن تقرأ فقط .

مناسبة طريقة الإلقاء للمتعلمين

نجد من يقول أن طريقة الإلقاء مناسبة للمتعلمين الكبار و ليس الصغار ، حقيقة الإلقاء السيء ليس مناسباً للكبار و لا الصغار ، لكن مساوئه تتضح أكثر في التعليم الأساسي و الثانوي ، لأن طبيعة الدوام إجبارية ، لذلك يصعب على المتعلم تجاهل حصة الإلقاء السيء ، فيحضر و يبدي انزعاجه و مشاكله .
لذلك أجد الإلقاء الجيد مناسباً لكل المراحل العمرية ، الإلقاء الذي يصاحبة وسائل من صور و مجسمات و عروض تقديمية و تثبيت أفكار على السبورة ، يتفاعل فيه الملقي مع كلماته ليس كآلة تسرد في نفس الوتيرة .

محاذير طريقة الإلقاء

نجد طريقة الإلقاء مناسبة للبيئة التعليمية الفقيرة الكثيرة المتعلمين ، فيمكن تنفيذها مع سبورة و قلم أو طبشورة و ممحاة أمام أربعين متعلم و أكثر، كما يستمتع بها المتعلم الضعيف في البحث و الاكتشاف فيجد المعلومات تعرض مباشرة ، يكفي أن يتابع و يفهم ثم يحفظ ، و المتعلم الخمول الذي يفضل فقط المتابعة و حفظ ما أمامه .
لكن ماذا عن تفاعل المتعلم في الحصة الدرسية و تنمية قدرته على البحث و الاكتشاف و الحكم ، هل تحقق طريقة الإلقاء لنا ذلك؟!.
نجد من الأشخاص عند تعليمه لابنه أو لأخيه الصغير السباحة ، يقوم بدفعه للماء ، دون تحضيره تحضيراً كافياً ، فيبلع كثيراً من الماء لهلعه و عدم معرفته ماذا يفعل ، تقريباً الاعتماد على طريقة الإلقاء يفعل ذلك بالمتعلمين ، فبعد تعودهم الجلوس و حفظ الجاهز أمامهم دون البحث عنه ، يحجمون عن العمل و التفاعل ، فإن اضطروا لذلك يعانون الكثير لتحقيق المطلوب ، أو يخفقون و لا يحققوا شيئاً .

تحقيق الهدف و الفروق الفردية

لتعلم الأمر يحتاج المتعلم تجربته ، و مع تكرار التجربة تتشكل لديه الخبرة و يطور مهاراته ، فعندما يكون هدفي تنمية التعلم الذاتي للمتعلمين ، يجب أن يكرر الموقف التعليمي الهادف لذلك أو النشاط ، في كل حصة أو كل أسبوع ، صحيح لن يصبحوا كلهم قادرين على ذلك ، لكن بالتأكيد على الهدف أستطيع تحقيقه لدى أغلبهم ، فلا أنسى الفروق الفردية ، و حاجة البعض إلى الكثير من العمل لإنجاز أمر.

طريقة القصة

لو تأملنا طريقة القصة نجد أنها إلقاء في قالب قصة ، فهي تعتمد على الإلقاء ، لكن تجتمع فيها عناصر القصة ، من مقدمة و حبكة ، و القصة الجيدة كالإلقاء الجيد ، ليست سهلة التحقيق ، تحتاج التدريب ، و أحياناً تكون حقيقية ، و قد تألفها.
حضرت مرة حصة علوم ، استخدم المعلم فيها طريقة القصة كمقدمة لدرس عن الضفدع ، القصة قصيرة ربما لم تتجاوز الدقيقتين ، لكن كانت فعالة ، فقد حضّر التلاميذ لسماع القصة و تجول بينهم ، ثم بدأ يسردها مقلداً صوتاً للسمكة مرة و صوتاً لشرغوف الضفدع مرة ، أنهى القصة ليتابع الدرس مستخدماً صوراً عن دورة حياة الضفدع مطبقاً طريقتي الإلقاء و الأسئلة .
و في المقابل حضرت مرة حصة لغة عربية ، طبق فيها المعلم القصة كمقدمة ، لكنها كانت سيئة لم تفد شيئاً ، المعلم لم يحضّر التلاميذ جيداً لاستماع القصة ، و لم يتجول بينهم ، بقي متسمراً في مكانه أمام السبورة ، و عند سرد القصة تأتأ و أخطأ ( ارتبك). نعم ، القصة الجيدة و الإلقاء الجيد يحتاج الجرأة و الخبرة ، لا يأتي ارتجالاً .

سرد القصة جيداً، الإلقاء الجيد

ربما تقول الأمر بسيط فقط تحضر القصة و تحفظها و تقدمها ، هذا ليس صحيحاً ، لقاء الجمهور ( المتعلمون) و التفاعل معهم براحة دون ارتباك ، أمراً تكتسبه بالتدريب الفعلي ، برز مرة اسم دكتور فيزياء في تقديم محاضرات مادته ، كان يستخدم طريقة الإلقاء مستعيناً بالوسائل المناسبة لتقديم محاضرته ، قال أنه كان يتدرب في مكان تقديم المحاضرة و هو فارغ و يلقي المحاضرة فعلياً و كأن أمامه جمهور.
قد تقول لا لن أرتبك، المعلمون أو المتعلمون الذين سيحضرون أعرفهم ، ثم تجد نفسك عند اللقاء الفعلي معهم ترتبك و تتوتر ، ثم تسيطر على نفسك أو يسيطر التوتر عليك طيلة درسك ، و إذا كانت القصة في البداية ستلقيها ، تكون فقدت لذتها بارتباكك.

محاسن و مساوئ طريقة الإلقاء

خلال عرضي لطريقة الإلقاء و كيفية تنفيذها و محاذيرها ، نستطيع لمس عيوبها و محاسنها ، لذلك لن أعيد تفصيلها هنا ، لكن أريد التطرق لعيب يكثر الإشارة له "الإلقاء مرهق للمعلم" ، فالمتعلم سلبي و المعلم يقوم بكل شيء ، حقيقة ليس فقط في الإلقاء المعلم كل شيء عليه ، أي طريقة تتطلب جهد المعلم ، فإن كان مثلاً سيطبق طريقة الاكتشاف الموجه في تعليم التلاميذ حساب القاسم المشترك الأكبر ، سيقوم المعلم بتحضير أوراق العمل اللازمة لذلك و يوزع التلاميذ في مجموعات و يبين لهم المهمة و يتابع عملهم و ينخرط معهم يساعدهم في حال احتاجت مجموعة ذلك ، و بعد استعراض المجموعات عملها يقوم بتثبيت الطريقة الصحيحة على السبورة ، فهل هنا المعلم لا يعمل!! .
الذي تحقق مع تطبيق طريقة الاكتشاف الموجه هنا ، أننا أشركنا المتعلم بعمل خلال الحصة الدرسية (جرب بنفسه) ، و هذا العمل الذي يؤديه في الحصة الدرسية يزيد من تركيز المعلومات لديه . لكن المعلم بقي يعمل بجد.


logoblog

Thanks for reading طريقة الإلقاء ( المحاضرة)

Previous
« Prev Post

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق