هل تنفع؟...
تكثر التحذيرات عن استخدام الطفل لمواقع التواصل و ألعاب الفيديو ، و إتاحة جهاز شخصي للطفل .
كما التحذيرات من ترك الطفل أمام الرائي (التلفاز) و الميديا عموما .
و لدينا التحذيرات من الأكل المصنع و التدخين و المخدرات... .
ليأتي السؤال هل تجدي؟ ، هل كثافة التحذير جعلت المربي متابعا أكثر لطفله ، و هل كثافة التحذير جعلت الناس يحجمون عن تناول الأغذية المصنعة و التدخين و المخدرات.
كملاحظتي في واقعي أجد الأطفال مستوى استخدامهم لمواقع التواصل و لعبهم ألعاب الفيديو عال ، و نجد الطفل تقريبا من عمر سنتين تبدأ جلساته الطويلة على يوتيوب و الألعاب و الرائي ، حتى قد نجد أن الطفل يحاول العزوف عنها مناديا أهله ، لكنهم يحشرونها في أنفه ليسكت و يلتهي عنهم .
هذا هو الإنسان يميل للراحة ، فبدل أن نقطع عملنا لنتابع الطفل نعطيه اللهاية ، اللهاية التي لم تعد تلك الخشخاشة التي نهزها و تصدر صوت الخشخشة ، هي عصرية أكثر ، تأتي في صورة جوال و تابلت و حاسب مكتبي و محمول و رائي.
ارتفاع الوعي ليس بالضرورة مجدي
و لا دخل للوعي في العزوف عن السلوك الخطأ ، و لا يعني أبدا ارتفاع مستوى الوعي ، التخلص من السلوك الخطأ ، فمن أكثر وعيا من الطبيب بخطورة التدخين ، لكنه يدخن ، و من أكثر وعيا من أخصائي التغذية بمساوئ الأغذية المصنعة ، لكنه يأكلها ، فتجده يشتري الشيبس و علب الإندومي... .
الإنسان يخبرنا دوما أنه طالما سلوك الخطأ متاحا و لديه الميل لهذا السلوك ، سيفعله ، و لن تنفع تلك الكتابة التحذيرية على علبة التدخين في إبعاده عنها ، و لن ينفع قانون "ممنوعة النرجيلة لتحت الثماني عشرة 18" في إبعاد الفتى و الفتاة عنها ، هي موجودة ، إذا سيصلون لها .
الحقيقة تقول طالما مضرة امنعها من السوق ، هذا الحل ، و أي حل بديل كعبارات تحذيرية و قوانين حسب العمر... ، غير مجد.
ضبط مواقع التواصل
نأتي لاستخدام مواقع التواصل و الميديا ، هل نمنعها من السوق ؟ ، ربما نستطيع منع الأغذية المصنعة و التدخين و المخدرات... ، لكن مواقع التواصل ، الميديا!!
هنا نطرح مثال تطبيق التيك التوك ، الذي تتوالى الأماكن المانعة له ، و هو ليس الوحيد في المحتوى السيء ، مثلا منذ أكثر من يومين أعاني من مشكلة في تطبيق تيليجرام ، فيتم إضافة حسابي دون إذن مني لمجموعات و قنوات في تيليجرام ، إلى الآن غادرت و حذفت ما يقارب مئة قناة و مجموعة تيليجرام ، تمت إضافة حسابي لها كما قلت دون إذن مني ، المجموعات و القنوات منها رديء و غير آمن فاسمها صراحة و الصورة الشخصية قليل أدب .
ما تجدر مراقبته مع مواقع التواصل و الألعاب و الميديا هو رقابة التطبيق المطروح أو اللعبة المطروحة أو القناة ، فإن كان هذا المصدر متساهلا و يطرح في وجهك محتوى غير آمن ، يجب منعه ، صحيح ستكون مهمتك صعبة إذا كان المنع مرمي عليك وحدك ، و لا تشارك معك في المسؤولية الجهة الحكومية في المكان الذي تنتمي إليه .
لكن نعود نذكر هم أبناءك ، و هم أولويتك ، فلا تتخذ عذرا لنفسك أنه متاح ، فلم أمنعه ، إن كان حولك غافل لا تغفل مثلهم ، و أد دورك ، و وفر محتوى آمن لأبنائك ، و قد تكون مساهما في حل للمشكلة و تسهم في توفير مصدر للمحتوى الآمن .
سيأخذ منك وقتا و جهدا هذا الأمر لكن ثماره ستفرحك بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق