مدونة سورية - مدونة التربويين

موقع khabbazz.blogspot.com مدونة سورية تم إنشاؤها لنشر محتوى تربوي لكل مهتم بالأمور التربوية التعليمية و مستحدثاتها التقنية التكنولوجية . في هذه المدونة نحاول نشر مقالات تربوية عن طرائق التدريس و تحضير الدروس و الأمور متعلقة بالمنهاج السورية و البحوث التربوية إضافة لتكنولوجيا التعليم .

21‏/6‏/2022

المعلم الناجح ، المتعلم الضعيف

  زهراء خبّاز       21‏/6‏/2022

  المعلم الناجح ، المتعلم الضعيف

المعلم الناجح ، المتعلم الضعيف

لا يوجد معلم ناجح يقول لتلميذه أو طالبه "أنت غبي" ، فالمصطلح الدارج لعسير التعلم أن نقول لديه "صعوبات تعلم" .
صعوبات قد تكون في مادة أو أكثر ، و ما يهم هو مواجهة صعوبات التعلم في مادتي " لغة ، رياضيات ".
فنلاحظ من لديه صعوبة في الرسم أو العزف و غيرها ، فقط يترك المجال ، لكن مع مادتي اللغة و الرياضيات لا يمكن الإهمال ، هما يمثلان ركيزة في عملية التعلم على امتدادها ، و الجاد في متابعة تعليمه يركز على تحصيل ممتاز أو جيد فيها، مع العلم عنيت باللغة هنا اللغة الأم و اللغة الانجليزية ، فالمتعلم يحتاج أن يكون تعبيره صحيحا عندما يتوجه لبني لغته كذلك يحتاج أن يكون قادرا على متابعة مجاله بقراءات في اللغة الانجليزية .

معالجة صعوبات التعلم

و فيما يخص معالجة صعوبات التعلم فلا تقع على عاتق المعلم و المدرس ، هو يستطيع تمييزها لكن أمر حلها و علاجها يحتاج من تخصصوا في ذلك أن يتدخلوا في حصص مفردة ، و قد ينفذون هذه الحصص ضمن المدرسة يوم العطلة أو في حصص إضافية بعد الدوام الرسمي في حال توفر غرفة مصادر تعلم غنية ، كما يمكن أن تكون في مراكز خاصة.
يمكن للمعلم أن ينوع أكثر في طرائق تدريسه و أن يعدل في مستوى صعوبة الاختبارات ، فإذا كان أغلب صفه يميل إلى الضعف في المادة التي يقدمها أن يجعل خمسون بالمئة من الأسئلة للمستوى الضعيف ، لا كلها ، فغير مقبول أن نوهم الضعيف أنه ممتاز ، بذلك نعطيه تقييما زائفا سيكتشف حقيقته لاحقا و كذلك المجتمع حوله الذي يتعامل معه.

دور ولي الأمر

أما أولياء الأمر عليهم تجنب مقارنة ولدهم بغيره حتى لو كان أخوه أو أخته ، إنما الأصح مقارنة عمل المتعلم بنتيجته ، فننظر هل فعلا اجتهد و عمل ، فإن كانت نتيجته لا تبين عمله و قليلة ، نتأكد هل يدرس دراسة صحيحة أم أنه ممن مثلا يقرأ الصفحة مرة و يقول أنهيتها ، دون أن يختبر حفظه و فهمه بسؤال يجيبه غيبا.
و عن نفسي كمعلمة و مدرسة اكتشفت عدة مرات أن مشكلة المتعلم و المتعلمة قد تكون:
• عدم دراسته المادة دراسة صحيحة .
• أو أن الذي أشرف عليه و ساعده في حل الواجب أو التحضير للاختبار لم يعلمه تعليما صحيحا .
• أو غياب من يشرح له أمرا ينقصه .
• أو نقله للمعلومة نقلا خاطئا لكتابه أو دفتره .
• أو قراءته الخاطئة و بالتالي حفظه الخاطئ.
كلها أمور تشير لمتعلم حاول لكنه واجه مشكلة . لذلك نتأكد قبل أن نشخص العلة في استيعاب و فهم المتعلم (صعوبات تعلم )، و بعد التمحيص إذا وجدنا أن المتعلم يجد و يعمل و لا خطأ في عمله ، يحترم ولي الأمر و المعلم نتيجته مهما كانت ، و يكونا عونا له ليثابر و يتابع حتى لو كان بالكاد يحصل علامة النجاح في المادة ،طالما هو يعمل و يقدم أقصى ما يستطيع ، فمشكلة الأهل مع المتعلم تكون عندما يستهتر و يهمل .

التحريض على الغش

و ليس من الأخلاق و التربية السليمة توجيه المتعلم للغش و سرقة ما ينقصه من معلومات و تحصيل العلامات ، و توبيخه و ذمه لقلة حيلته في الغش أو تشجيعه و مدحه لاحترافه كسب علامات بالغش . و في هذا السياق أسرد هذه الحادثة "خلال امتحانات الشهادة الثانوية اثنان و عشرون و ألفين 2022 و بعد انتهاء المراقبة ، في طريق عودتي للمنزل شاهدت سيدة يمشي بجانبها شاب يقول لها "ما خلو حدا يتنفس" يقصد منعوا الغش في مركزه الامتحاني ، فردت عليه قائلة "الله لا يوفقن" تقصد المراقبين و القائمين على المركز الامتحاني.
للأسف الغش الامتحاني يأخذ موافقة و تأييدا واسعا حتى صار يمكن وصفه بظاهرة، و أعتقد مجدي أكثر التوجه للطلاب و التلاميذ ، خاصة في الحلقة الأولى و باعتبار أدرجت لهم حصص تعلم وجداني ، و الحديث معهم عن مساوئ الغش و ذمه و ذم أعوانه من خلال حصص التعلم الوجداني و نشر ملصقات في أرجاء المدرسة و في إذاعتها المدرسية و الالكترونية (صفحة الفيسبوك و مجموعات الواتساب).

المعلم الناجح ، المتعلم الضعيف

الضغط على المتعلم

كذلك من الخطأ تحميل المتعلم و تحميلها ما لا يطيقه و ما لا تطيقه، فأنت كولي أمر عشت تجارب ابنك و ابنتك في التعليم و من خلال جلوسك معه و معها يفترض صرت تعرف إلى أين يمكن أن يصل و تصل ، و ماذا يمكن أن يجني و تجني علامات و مراتب ، فلا تتجاوز عن ذلك و ترميه و ترميها في الدروس الخصوصية و تقف تقول "ما نقصت عليكم شي ، بدي علامات تامة" و أنت تعلم يقينا مستوى ابنك و ابنتك يبعد كثيرا عن مرادك ، فقط لتشبع رغبتك بالفخر به و بها و تنافس به و بها أقرباءك و معارفك ، متعاملا مع ابنك و ابنتك كأداة و ليس كإنسان .
أذكر في إحدى محاضرات التربية الخاصة سألتنا الدكتورة المحاضرة "أيهما أكثر تقبلا لخبر إعاقة الطفل ، العائلة السليمة أم التي يعاني واحدا منها إعاقة؟" و كانت الإجابة الصحيحة ، الذي يعاني واحدا منها إعاقة ، كأن يكون الأب أصم أو الأب و الأم لديهم صم و يأتيهم ولد أصم ، أما العائلة السليمة فغالبا تبادر برفض الأمر و عدم تقبل طفلها المعاق و يزيد ذلك الرفض مع ارتفاع مكانة العائلة اجتماعيا.
و هو مثال يمكن أن يكرر نفسه مع متعلم لديه صعوبات تعلم تجعله بعيدا عن العلوم و الدراسة ، و قريبا من الإنجاز المهني سواء اليدوي (حرفة) أو التجاري (بيع و شراء ، تسويق..) ، فنجد الأهل لا يتقبلون و يرفضون هذه الحقيقة و يبذلون الأموال في المدارس و الدروس ، يريدون التباهي بابنهم المهندس فلان و الطبيب علان ... و ما يحفز المضي في هذا الاتجاه المجتمع الذي تقولب في احترام كلمة طبيب و مهندس أكثر من تاجر و بناء و جزار و بائع بقالية و سمسار ... كذلك غياب دور النقابات الناظمة للمهن من ناحية الآداب و السلوك و المعرفة ، فما المانع أن يكون العامل شخصا يكتب بخط سليم و يعرف اللغة الانجليزية و لديه تدريب في أخلاقيات العمل .

logoblog

Thanks for reading المعلم الناجح ، المتعلم الضعيف

Previous
« Prev Post

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق