طريقة المناقشة
نستعرض بداية معنى ناقش لغة ، ناقش مُعلِّمَه: جادَله و بادَله الرّأيَ و وجهةَ النّظر ، و ناقش المسألةَ: درسها و فحصها و بحثها من كلّ الوجوه.
نجد النقاش حسب المعنى اللغوي يشير إلى تبادل الآراء و وجهات النظر ، و هو ليس رمياً لأي كلام إنما طرح رأي مع بيان السبب ، فمثلاً عند حل مسألة في الدرس من قبل تلميذ في الصف ، قد يتوجه المعلم إلى الصف يسألهم ما رأيكم في حل زميلكم هل هو صحيح أم خاطئ ؟ و لماذا؟ ، و يبدأ المعلم بالاستماع لتلاميذ الصف دون الاكتفاء بإجابة نعم أو لا منهم ، فيجب بيان سبب قولهم نعم، الحل صحيح ، أو لا ، الحل خاطئ .
حسب ما سبق قد تقول في نفسك أن طريقة المناقشة يمكن أن أطبقها بسهولة في أي مرحلة من مراحل سير الدرس من خلال طرح سؤال شبيه بالمذكور ، نعم هذا صحيح ، فالأصل خلال تقديمك للدرس أن تطبق أكثر من طريقة و على أقل تقدير تعرض درسك مستخدماً ثلاث طرائق ، مما يغني الدرس و يزيد الفهم.
تعريف طريقة المناقشة:
لو بحثنا عن تعريف لطريقة المناقشة نجد من التعاريف ما طابق الذي ذكرناه سابقاً من أنها تبادل للرأي حول أمر ما أو قضية ما يجري في مجموعات بين التلاميذ أنفسهم أو بين المعلم و تلاميذه ، و نجد من التعاريف ما شبهها بطريقة الاستجواب أو الأسئلة و الأجوية ، و هذا ما لا أتفق معه ، ففي طرحك للأسئلة أنت تختبر عادة حفظ التلميذ و فهمه ،و لا تأخذ رأيه ، كأن تسأله ما قانون حساب مساحة المستطيل؟ أو تسأله سم الشخصيات في القصة أو حدد الفاعل في الجملة الآتية ، كلها أسئلة حول الحفظ و الفهم و التطبيق ، و هذا مختلف عن النقاش الذي يدور بين اثنين أو أكثر يعبر كل منهما عن رأيه و يستمع كل منهما للآخر في جو بعيد عن السخرية أو التسلط.
كم يأخذ تطبيق طريقة المناقشة وقتاً من الدرس؟
هذا يعتمد على الوقت الذي تنوي تخصيصه لتبادل الرأي حول موضوع النقاش و كذلك موضوع النقاش ، فقد يكون موضوع النقاش ليس محور الدرس و هو مجرد جزئية من الدرس كما في المثال في بداية المقال عندما سألنا عن رأي التلاميذ في حل زميلهم للمسألة ، و قد تستغرق في تطبيق المناقشة مجمل وقت الدرس كأن يكون موضوع نقاشك عن امتلاك الأطفال في سن الثانية عشرة لجهاز ذكي شخصي ، هنا يمكن أن تطبق النقاش بين التلاميذ أنفسهم يطرح كل منهم رأيه مع حججه و أنت تستمع لهم و تنظم هذا النقاش لتصلوا في النهاية إلى نقاط تثبتوها على السبورة ، و قد تدير النقاش أنت مع تلاميذك و تستمع لرأيهم فتعمل مع الصف كاملاً دون توزيعهم في مجاميع .
الفرق بين المناقشة و المناظرة:
قد يتبادر للذهن مما سبق أن المناقشة هي ذاتها المناظرة ، و هذا غير صحيح ، فالمناظرة تتطلب تنظيماً أكثر من ناحية أعضاء المناظرة و الجمهور و الحكام ، كما أنها تبنى مقدماً على معاكسان (مع ، ضد) حول قضية ما ، و فيها تطرح الأفكار في إطار أعمق من وجهات النظر كما في طريقة المناقشة ، يعني باختصار المناظرة مستوى متقدم من المناقشة ، و قد سبق تحدثت عن المناظرة في مقالة سابقة يمكنك الاطلاع عليها هنا.
هل يشترط ترجيح رأي في نهاية المناقشة؟
هذا يعتمد على موضوع النقاش فمثلاً إذا كان النقاش حول حل مسألة رياضية ، هنا لا يمكن قبول سوى الحلول الصحيحة ، كذلك إذا كان النقاش حول تصرف شخصية في قصة الدرس ، هنا يرجح التصرف الصحيح الخلوق فلا يمكن لمجرد إعجابنا ببطل القصة الإعجاب بتصرفاته الخاطئة ، أما إذا كان النقاش حول البريد الالكتروني و البريد سابقاً ، القراءة في كتاب و القراءة الالكترونية ... هذه أمور فيها تفضيلات شخصية و لا يوجد صحيح و خاطئ.
لدينا مثال : في الصف السابع - مادة تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات ، في موضوع مواقع التواصل يقدَّم في الكتاب قصة سامر الذي تبادل الأحاديث الخاصة مع طرف تعرف عليه عبر مواقع التواصل و هو لا يعرفه شخصياً ، ثم طلب منه هذا الشخص اللقاء ، برأيك ماذ يمكن أن يحدث مع سامر؟
هنا لا يمكن الجزم برأي ، و الاحتمالات مفتوحة ، لكن يمكن التوجيه لقواعد الأمان في استخدام مواقع التواصل و محاذير التعرف على الغرباء ، لبيان أن الأمر ليس آمناً في الغالب ، بالتالي يختم النقاش بالتنويه لضرورة اتباع قواعد الأمان في استخدام مواقع التواصل لنحمي أنفسنا من المشاكل و إذا صار و وقعنا في مشكلة نلجأ للأهل أو نطلب المساعدة من شخص موثوق.
إذا كنت مهتماً بالقراءة عن طرائق التدريس تابع المدونة ، فسننشر كل فترة عن طريقة تدريس تعزيزاً لمعارفنا حولها و خطوات تطبيقها مع التلاميذ و الطلاب ، تابعوا المدونة لتبقوا على اطلاع.
المصادر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق