التعليم الالكتروني و الدعاية

    بعد قراءات كثيرة عن التعليم الالكتروني و التي جاء أغلبها في أسلوب تقديم دعائي أكثر منه علمي ، كما غلب عليها الهبوط السريع من القمة إلى القاع ، فنجد بعد التحليق في مديح التعليم الالكتروني هبوطاً سريعاً للقاع مع عرض عوائقه .

     بعد هذه القراءات و تجربة التعليم الالكتروني من خلال بعض المنصات التعليمية و كذلك تجربتي في الدراسة في الجامعة الافتراضية و التي تعتبر شكلاً من التعليم الالكتروني وجدت الآتي :

     التعليم الالكتروني كالتعليم التقليدي يمكن أن ينجح بتوفر مستلزمات العملية التعليمية و يفشل بوجود خلل بها مع اختلاف في بعض الأشكال الناتج عن اختلاف البيئة التعليمية .

     العملية التعليمية في العموم تقوم على توفر المتعلم و المعلم و المكان المجهز و المديرون و المشرفون على هذا المكان . هذه المستلزمات تبقى نفسها سواء في التعليم التقليدي أو التعليم الالكتروني . لكن ما يختلف شكل التواصل و التواجد لهذه العناصر ، ففي الوقت الذي يجتمع المعلم و المتعلم في مكان واحد في التعليم التقليدي نجد أشكال تواجدهما (المعلم و المتعلم) تتنوع من الاجتماع في المكان و الزمان إلى عدم التلاقي لا زماناً و لا مكاناً .

     كما تختلف التجهيزات و العقبات و المهارات المطلوبة من العنصر البشري للعملية التعليمية

التعليم التقليدي	التعليم الالكتروني
ففي الوقت الذي قد تغيب الأجهزة الالكترونية في التعليم التقليدي	نجد وجودها محتم في التعليم الالكتروني
و بينما العقبات في التعليم التقليدي قد تكون عدم قدرة المتعلم الوصول للصف الدراسي لصعوبة الطريق	نجد في التعليم الالكتروني المتعلم لا يستطيع الاتصال لحضور الجلسة نتيجة عدم وجود اتصال انترنت أو لا يستطيع الاستفادة من المحتوى الالكتروني نتيجة مشكلة في الحاسب أو الهاتف الذكي
و بدلاً من أن يكتفي المعلم و المدير بالتعامل مع البناء المدرسي و الورقيات و التواصل المباشر مع التلاميذ	يتطلب التعليم الالكتروني مهارة في التعامل مع الحاسب و معرفة ببعض برامجه لإعداد الدروس و تقديمها (بالنسبة للمعلم) و متابعة العمل (بالنسبة للمدير)
بينما نكتفي بصيانة البناء المدرسي في التعليم التقليدي	يتطلب التعليم الالكتروني توفر الدعم الفني من قبل المختصين

      أما إذا سألنا أيهما أفضل ؟ ، الجواب : الحاجة و البيئة تحدد ذلك ، فعندما تكون الشخص الذي يريد الحصول على دورة تعلم لغة انجليزية من متحدثين أصليين في أمريكا و أنت تقيم في مصر مثلاً فالخيار الأفضل الحصول على دورة تقدمها افتراضياً إحدى المعاهد هناك و تستمع بمتابعتها و التعلم و أنت في منزلك دون تكلف عناء التأشيرة و السفر . و إذا كنت تريد التعلم من مكانك دون التكلف بالذهاب لمكان فخيار جيد تجربة التعليم الالكتروني . و إذا كانت البلد تعاني من صعوبة توصيل معلمين إلى مناطق بعيدة عن مراكز المدن فتجربة جيدة الاستعانة بالتعليم الالكتروني لإيصال التعليم لتلك المناطق . و إذا كان ضمن توصيف مخرجات التعلم للمؤسسة التعليمية امتلاك مهارة استخدام الحاسب و البحث في مصادر التعلم الالكترونية التي توفرها شبكة الانترنت فلا بد من توفير تجربة تعليم الكتروني في هذه المؤسسة.