سحر العرض الإعلامي
هل شاهدت يوما فيديو إعلامي لموضوع معين كتجربة التعليم الفلندية في إلغاء الواجب المدرسي ، و كونت رأيا و اتجاها بناء عليه، بدون سؤال نفسك عن ظروف البيئة التي تطبق فيها هذه التجربة ، و طبيعة الأفراد في تلك البيئة ، و طرق التعليم ، و مصور الفيديو و منتجهه ، و صاحب الصفحة و القناة المقدمة لمقطع الفيديو ،و المشارك ضمن الفيديو ؟
إذا كان جوابك نعم ، فأنت وقعت في سحر الإعلام الذي خدر عقلك و قادك . كل محتوى له مروج و له داعم الذين لهم أغراضهم لنشره .
و هذا السحر الإعلامي ليس محصورا في وسيلة و طريقة واحدة و قد يتم بقصد و غير قصد (بسبب الجهل) .
فمثلا لو عكفنا إلى بعض المحتوى المقدم لواقع مدرسي ضمن مسلسل (كأشواك ناعمة و أيام الدراسة) أو مسرحية (كمدرسة المشاغبين) نجده يكرس قيم سلبية لدى فئة عمرية 18 عاما و باقي الفئات الأدنى في عمر المدرسة ، هذه الفئة التي لم تتكون شخصيتها و يغلب عليها التأثر و التقليد بمحيطها ، و حجتهم تصوير واقع !! ، مع العلم أن الكل يتفق تكرار تقديم الشيء يزيد فرص ظهوره ، فمثلا تكراري لدعاية علكة و نشر لوحات إعلانية لها في الطرقات ، يزيد من معرفة الناس بهذا المنتج و فرص شرائهم لها ، فكيف يكون نشر قيمة خاطئة يعالج انتشارها و يحد منه !!!.
و كمثال : أذكر خلال فترة عرض مسلسل أشواك ناعمة من قالت لي أن صديقتها تأثرت بشخصية رزان و صارت تضحك دوما مثلها .
و لو ابتعدنا عن المسلسلات المدرسية للمسلسلات الاجتماعية الأخرى فإن تأثيرها السيء ليس بأقل ، و قد تحدث أستاذا أن تلميذا له في الثانوية كان لديه خمول غريب ،و ببحث الموضوع تبين أنه مدمن شراب سعلة و ذلك بفضل شخصية غليص التي نشرت هذه المعرفة .
و السؤال هنا في ظل هذه المؤثرات هل ممكن للأهداف التربوية أن تتحقق بحصرها بين جدران المدرسة ؟! ألا يجدر بنا التوسع و الخروج من المدرسة و نشر مبادئنا و تربيتنا في كل ما يطال الطفل فيجدنا أين ما التفت ؟ ، هل ممكن أن نقول أما ربت طفلا علما أن هذا الطفل يقضي أكثر من أربع ساعات بأحضان قنوات يوتيوب مجهول صاحبها و اتجاهه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق